* "طهارة القلوب وسلامتها من العيوب"* سماحة القاضي ، عضو المحكمة العليا في اليمن، فضيلة الشيخ حسين بن محمد احمد المهدي.*

عاجل

الفئة

shadow
بسم الله الرحمن الرحيم 

 *سماحة القاضي عضو المحكمة العليا فضيلة الشيخ حسين بن محمد احمد المهدي.

كم نحن بحاجة إلى طهارة قلوبنا ونظافتها من درن الذنوب ودنس المعاصي، 
حتى نكون إخوة متحابين سليمي القلوب طاهري الضمير، نؤثر مصلحة الأمة ومصلحة الجماعة على مصالحنا
مابال قلبك قد الهاه عاجله
من أمر دنياه حتى فات آجله
ياغافلا والمنايا غير غافلة
هل رد حتف امرء عنه تغافله
إن ضيق القلوب وشدتها علامة على قسوتها وغفلتها
ومن المخجل ان يعتني بعض الناس بنظافة ثوبه وتلميع حذائه، ولايعتني بطهارة قلبه، 
ونظافة ضميره من الحسد الذي يسخط الرب، ويذيب الجسد، ويفسد أمر الدنيا والآخرة،
وفي الحديث ( إن الله لاينظر إلى صوركم واموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم واعمالكم).
بذكر الله تطمئن القلوب، وتشرق النفوس، وتسعد الحياة، ويزول الكدر،
وفي الحديث: ( ان المؤمن اذا أذنب كانت له نكتة سوداء في قلبه فإن تاب واستغفر صقل قلبه،
فإن زادت زاد الران الذي ذكره الله في كتابه
(كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ)).
إن اقتراف المعاصي تلو المعاصي، والمخالفات تلو المخالفات، والانغماس بالملذات، 
والتطاول على خلق الله رب الأرض والسماوات،
والاعراض عن هدي نبيه ينتهي إلى اغفال القلب وتغليفه، 
وتدبر قول العزيز الحكيم:(وَلاتُطِعْ مَنْ أَغْفَلْناقَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِناوَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً).
أكثر ما تضيق قلوب بعض الناس لغلضتها وجفوتها وقسوتها
فهي تقسو حتى تكاد تكون أقسى من الحجارة،
فهي كالصخرة لا تلين، ما ذلك إلا لما وقعت فيه من الكبر والحسد وغمط الناس مكانتهم، وصدق الله العظيم .
حيث يقول: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
إن الإنسان ربما ادرك احيانا ان الفطرة الإنسانية السليمة قد غابت
ولكنه اذا عاد إلى ربه من أجل معالجة قلبه ادركته رحمة الله

وصفى ذهنه وعاد إلى صوابه
(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّـهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
ويرحم الله الإمام الشافعي حيث يقول:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي 
جعلت الرجاء ربي لعفوك سلما
اما السيد عبدالله الحداد فهو يقول:
قد استعنتك ربي على مداواة قلبي
وحل عقدة كربي فانظر إلى الغم ينجال
فمداواة القلوب ضرورة لاستقامة الحياة.
ولكن من كان داءه نابع عن كبرياء وخيلاء واستمراء لظلم العباد فإنه يصر على موقفه كما أصر ابليس على ذنبه، 
وكما تصر الصهيونية اليهودية على اغتصاب أرض فلسطين والمسجد الأقصى وقتل الشيوخ والضعفاء والنساء.

 ظهر الفساد تحت دعوى الاستحقاق
فما من سبيل هنا إلا قتال هؤلاء المفسدين المجرمين (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَ يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ).

رسالة القاضي للمجاهدين 
إن المجاهدين من أنصار الله وحزبه في فلسطين ومحور المقاومة -اليمن لبنان العراق إيران سوريا- قد لبو نداء الرحمن وهبوا مسرعين لاداء فريضة الجهاد والنصر بإذن الله حليفهم 
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
وأن من يستعجل رد إيران ويسخر منه من المفسبكين سيحل عليهم الذلة والصغار 
فايران صاحبة الكلمة العليا بعد الله، 
واياديها في نصرة فلسطين بيضاء، 
وقد شاء الله اعزاز دينه بها وبالعرب المنخرطين في محور المقاومة، 

وقد يستبدل الله بهم المتخاذلين من العرب والمسلمين فهم المناصرون لله، 
والله يقول: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين.
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة